وَمَا جَاءَ عَنْ رَبِّنَا فِي كِتَابِهْ | لأَهْلِ التُّقَى مَنْطِقاً مُسْتَفَادَا |
لِمَنْ لاَ يَلِي بَيْنَ خَلْقِ الإِلَهْ ***عُلّوّاً بأَرْضٍ -هُنَا- أَوْ فَسَادَا
نَعِيمٌ وَمَا لَمْ تَرَاهُ الْعُيُونُ | وَلاَ هُوَ يَخْطُرْ بِقَلْبٍ كهَذَا |
فَنَعْآءُ خُلْدٍ أُعِدَّتْ لِقَوْمٍ | تُقاةٍ كِرَامٍ تَعَاطَوْا جِهَاداً |
همُ الْقَوْمُ لاَ غَيْرُهُمْ إِنْ تُفَاضِلْ | صُنُوفَ الأَناسِي كِرَاماً شِدَادَا |
وَلَيْسُوا كَمْنْ جَالَسَ الأَرْضِ سَيْراً | بِنَهْجِ الْمَعَاصِي بَدَا أَوْ أَعَادَا |
وَمِنْ كُلِّ ذَي فِتْنَةٍ أَوْ ضَلاَلٍ | وَمِنْ كُلِّ ذِي جُرْمٍ قَدْ تَمَادَا |
وَمِنْ كُلِّ ذِي خِبْرَةٍ فيِ الْخِطَابِ | وَمِنْ كلِّ مَنْ شَأْنُهُ الشَّرُّ هَذَا |
وَمِنْ حَاسِدٍ أَوْ جَحُودٍ كَفُورٍ | وَمِنْ طَالِبٍ فِي (غُرُورِهْ) مُرَادَا |
حَرِيصٌ عَلَى كُلِّ (زَعْمٍ)زَعَامَهْ | عَرِيٌّ عَنِ الصِّدْقِ يَبْغِي سَوَادَا |
مَلِيٌّ بِكِبْرٍ وَبَطْرٍ وَحُمْقٍ | كأَبْقَار وَحْشٍ تَرُومُ السِّفَادَا |
وُحُوشُ الخَطَايَا تُنادِي بِنَفْسِهْ | ضَعيفٌ حَقِيرٌ وهَالك فَماذا |
فَيَا حَسْرَتَا كَيْفَ بِالْعِلْمِ يُمْسِي | يَتِيماً يَزِيدُ الّلآمَ ابْتِعَادَا |
أَفِقْ إِنَّمَا الْعِلْمُ تَقْوَى الإِلَهِ | وَرُكْنَاهُ إِنْ تَذْكُرَنْ يا مُنَادَا |
فَإِخْلاَصُ فِعْلٍ وَتَحْقِيقُ سُنَّهْ | فَبَادِرْ إِلى الْحَقِّ تُرْزَقْ سَدَادَا |
وَأَخْلاَقُ رُسْلٍ كِرَامِ السَّجَايَا | وَفِي الآيِ وَعْظٌ جَلِيلٌ كهذا |
أَلاَ فَاتَّبِعْهُمْ وَدَعْ عَنْكَ غَيَّكَ | فَفِي ذَاكَ عِنْدَ الْمَضِيقِ النَّفَادَا |
الصفحة التالية