فهذا خلق الأمة الغَضَبية). (فرحم الله امرأً قهر هواه، وأطاع الإنصاف وقواه، ولم يعتمد العنت ولا قصد من إذا رأى حسناً ستره وعيباً أظهره ونشره، وليتأمله بعين الإنصاف، لا بعين الحسد والانحراف. فمن طلب عيباً وجدَّ وجَدَ، ومن افتقد زلل أخيه بعين الرضا والإنصاف فقد فقدَ، والكمال محال لغير ذي الجلال).
كتبه المسجون من أجل عقيدته
أبو الفضل عمر بن مسعود الحدوشي
بالسجن المحلي بتطوان جمادى الأولى ١٠/١٤٢٧هـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الذي مهد قواعد الدين بكتابه المحكم، وشيد معاقِدَ العلم بخطابه وأَحْكَمَ، وفقَّهَ في دِينه من أراد به خيراً من عباده وفهَّم، وأوقف من شاء على ما شاء من أسرار مراده وألهم، فسبحان من حكم فأحكم !وحَلَّلَ وحرم! وعرف وعلم! علَّمَ بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تهدي إلى الطريق الأقوم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المخصوص بجوامع الكلِم، وبدائع الحكم، وودائع العلم، والحلم والكرم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
*أما بعد: فَمِمَّا لا يخفى على من شمَّ رائحة العلم الشرعي ولو من بعيد أن فائدة النظم أفضل بكثير من فائدة النثر. وهو آلة علمية قوية ومفيدة للطالب يسبر به معاني العلوم الشرعية، والنظم بَحْرٌ زاخر خاض في لججه شيوخنا الأوائل والأواخر من أهل الكتابة والخطابة، ومهرة البراعة واليراعة، وأهل المغاصات الغامصة، والأذهان السائلة، والأقلام السيالة، الذين لا يحبون فضلات الكلام، ولا نزوات الأقلام، وليس وراء أقلامهم وراء يعلم هذا من له أدنى تمييز بعد استقراء وتتبع كتبهم بعين الإنصاف وزانها بميزان علم السلف،
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة | بين الرجال ولو كانوا ذوي رحم |