(لا لها عند الله عدد ولا مقدار). لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء. يطحنون الدقيق، ويجرحون الإسلام باسم التحقيق، صح لهم ما لم يصح لإبليس، اجتمع فيهم من الضلال ما تفرق في غيرهم و(الأحداث) شاهدة، كاتب واحد من كتابها أمة في الجهل والضلال، قطفوا الأزهار من محنة الأخيار، تكاشف في هذه الفتنة الأشرار. وكأن أيمن بن خُريم عناهم بقوله:
إِنَّمَا يُسَعّرهَا جاهِلُهَا | حطب النار فَدَعْها تشتعل |
أعمى يقود بصيراً لا أبا لكم | قد ضل من كانت العميان تهديه |
حُزْنِي عَلى مَا قَدْ جَرَى فَتَّ الْكَبِدَ * وَالْقَلْبُ مِنْ آلامِهِ مُسْتُأْصلاَ
يَا رَبِّ إِنِّي مُشْفِقٌ مِنْ غُرْبَتِي * يَوْمَ الِلّقَاءِ القَادِمِ أَنْ أُسْأَلاَ
رَبّاهُ ذُو الفَضْلِ الذِي عمَّ الْوَرَى * أَنْزِلْ أَبَا الْفَضْلِ بِخَيْرٍ مِنْزِلاَ
(لا نريد أن نرد النهر إلى مصبّه، والشمس إلى مطلعها، والطفل إلى بطن أمه، واللبن إلى الثدي، والدمعة إلى العين)، ولكن بكينا:
حِينَ اعْتَدَى ذِئْبُ إِنْسٍ * وَاسْتَوْطَنَ الثُّعْلَبَانُ
قَدْ عَادَ شَرْعُ الرَّجِيمِ * وَالْحَقُّ أَمْسَى يُدَانُ