أو العنوان: (من الكلب إلى الكلب). فتحققت فيهم نبوءة نبينا محمد r: (وينطق فيها الرويبضة)، قيل: وما الرويبضة؟. قال: (الرجل التافه السفيه يتكلم في أمر العامة)، وقوله r: (سيكون أقوام يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقرة من الأرض)، (ولو سكت من لا يعلم لقل الخلاف)، و(من تكلم في غير فنه أتى بهذه العجائب)، فلكل علم أهله، ولكل فن فرسانه. وفاقد الشيء لا يعطيه. طبيب يداوي الناس وهو مريض. فكيف بالذي رضع ألباناً فاسدة، وتربى في أحضان الغرب، وترعرع على موائدهم، وتشبع بأفكارهم المسمومة، وثقافتهم الملوثة (وجريدة الأحداث نموذجا) لا يرون أبعد من أرنبة أنفهم؟. فكُتّاب الغرب يقولون: (اللهم اجعلنا من الضالين المضلين)، وهؤلاء يقولون: (آمين).
مع قصور نظرهم، وضيق أفقهم: طاش دماغهم في بحر قذورات الغرب، فظنوا أن كل سوداء تمرة، وكل بيضاء شحمة، وكل مدور رغيف، وكل كتابة علم، وظنوا أن المسك يستخرج ويستخلص من جيف الكلاب. وكل إناءٍ بما فيه ينضح أو يرشح. وحبكَ الشيء يعمي ويصم. والطيور على أشكالها تقع.
يُزَهِّدُني في وُدِّكِ ابنُ مُسَاحِقٍ * مودتك الأراذِلَ دون ذَوِي الفضل
ومن قل علمه كثر لغطه، وارتفع نباحه على السحاب.
وما ضر بدر السماء في الأفق * سود الكلاب وقد مشى على مَهَل
ولعلنا نعود إليكم يوماً ما لنريكم من أين تؤكل الكتف.
هاشم جدنا فإن كنت غضبى * فاملئي الوجه الجميل خدوشا
لكم أقلام ولنا أقلام، لكم أقزام ولنا أعلام. ومرحباً بكم في الساحة تكتبون ونكتب، وبيننا وبينكم الأيام. (وإن غداً لناظره قريب).
حكمة المرء في سن قلمه * وقلمه فيما تخط يده


الصفحة التالية
Icon