دون اللجوء إلى أسلوب امرأة لوط، ومهنة الزبال. أو تهديد فرعون نكيل لكم بمعيار عقولكم، ونزن لكم بميزان عقولكم. ومن أفواهكم ندينكم. ومقالاتكم وتأليفاتكم عبارة عن شقشقة وفخفخة، سرتم فيها على منوال أساتذة مدرسة: (دع ما ليقيصر لقيصر، وما لله لله). حَذْو القذة بالقذة. فإن العلمانيين: (كأسراب القَطَا، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض)، ولِذَلكم (أسباب تقتضيه، فمنها التشيعات للآراء والمذاهب، فإن النفس إذا كانت على حال الاعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص والنظر، حتى يتبين صدقه من كذبه، وإذا خامرها تشيُّع لرأي أو نحلة قبلت ما يوافقها من الأخبار لأول وهلة، وكان ذلك الميل والتشيع غطاء على عين بصيرتها عن الانتقاد والتمحيص، فتقع في قبول الكذب ونقله) وكأن القائل عناهم حين قال:
هذي التآليف من بعض الخطيئات * فاشهد علي وأشهد كل من يأتي
أنها شقشقات واتباع هوى * وفخفخات وعجباً بالوريقات
ليْس في القنافذ أملس. وفكرهم من (رُبْد الصدور لا من زبدها) وصدق البوصيري حين قال:
الله أكبرُ إن دين محمدٍ * وكتابه أقوى وأقوم قيلاً
طلعت به شمس الهداية للورى * وأبى لها وَصْفُ الكمال أُفُولاَ
والحق أبلج في شريعته التي * جمعت فروعاً للهدى وأُصولا
لاتذكروا الكُتْبَ السوالف عنده * طلع الصباح فأطفئ القنديلاَ
ومصائبهم لا يحصيها الرجل الفصيح في الكلام، ومن تكلم رَعِف. (يضيق صدري ولا ينطلق لساني).
ولا جرم في فمي ماءٌ وهل * ينطق من في فيه ماء