٣- تعريف: (قواعد التفسير)، باعتباره عَلَماً ولقباً على نوع معين من (القواعد)، وفن معين من فنون العلم، لا بد من معرفة معاني جزأيها اللذين تركبت منهما، وهما: (قواعد) و(التفسير)، من حيث المعنى اللغوي والاصطلاحي، لأن معناها اللقبي ليس بمعزل عن معاني ما تركبت منه –وللعراقي (٦٨٤هـ) وجهة نظر اعترض بها على القول بأن العلم بالمركبات متوقف على العلم بالمفردات، عند كلامه على تعريف أصول الفقه.
١-تعريف القواعد:
أ-معنى القواعد لغة: جمع قاعدة، قال ابن مالك في (خلاصته):
والألف الثاني المزيد يُجعل واواً كذا ما الأصل فيه يُجهل
تقول: جازم جمعه جوازم، ناصب نواصب، قاعد(ة) قواعد، فاعل فواعل. قس على هذا ما لم يُذكر.
وقد ذكرت (المعاجم) اللغوية في هذه المادة كلمات متعددة يَبْدُو من ظاهرها الخلاف، ولكنها عند تأملها، نجدها تعود: إلى معنى الاستقرار والثبات ولو بضرب من التأويل. كقعيدة الرجل – أي: امرأته، وامرأة قاعد عن الحيض والأزواج، ﴿والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً﴾، ملتفتاً في ذلك إلى قعودهن واستقرارهن في بيوت آبائهن أو أوليائهن. ومنه آية (٥٨) من سورة النور السابقة. كما أن امرأة الرجل تسمى قعيدة؛ لثبوتها واستقرارها في بيت زوجها.
والقُعْدد: اللئيم؛ لقعوده عن المكارم، ورجلٌ قعْدِيٌّ، بالضّم والكسر: عاجز. وقعيد النَّسب، وقُعْدُدٌ وقُعْدَدٌ وأقْعَدُ وقُعُودٌ: قريب الآباء من الجد الأكبر. أو: هو الأقرب نسباً إلى الأب الأكبر، فكأنه قاعِدٌ معه. ومن ذلك ذو القَعْدة: الشهر الذي كانت العرب تقعد فيه عن الأسفار.
وأيضا القُعْدُد: البعيد الآباء منه، ضِدٌّ، والجبان اللئيمُ القاعد عن المكارم، والخامل. ولمادة قعد معان أخرى تنظر في (المعاجم) اللغوية.


الصفحة التالية
Icon