وقد لخص كلام أهل اللغة يعقوب الباحسَين في كتاب (القواعد الفقهية) بقوله: (.. وقواعد البيت أساسه، ومنه قوله تعالى: ﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل﴾، والقواعد أيضاً جمع قاعدة، وهي: المرأة المُسِنَّة، لكونها ذات قعود. وقواعد السحاب أصولها المعترضة في آفاق السَّمَاء، شبهت بقواعد البناء. وقواعد الهودج: خشبات أربع معترضات في أسفله).
(وبوجه عام: فإن المعنى اللغوي لهذه المادة: هو الاستقرار والثبات. وأقرب المعاني إلى المراد في معاني القاعدة هو: الأساس، نظراً لابتناء الأحكام عليها، كابتناء الجدران على الأساس).
قال الراغب الأصبهاني في معنى القاعدة في اللغة :(الأساس، وهي تجمع على قواعد، وهي أسُسُ الشيء وأصوله، حسياً كان ذلك الشيء: كقواعد البيت، أو معنوياً: كقواعد الدين. أي: دعائمه. وقد ورد هذا اللفظ في القرآن. ثم ذكر الآيتين السابقتين فقال: فالقاعدة في الآيتين الكريمتين بمعنى الأساس، وهو ما يرفع عليه البيان). وقال الزجّاج: (القواعد: أساطين البناء التي تعمده).
وقد لخص ما سبق وزاد عليه الأستاذ خالد بن عثمان السبت في كتابه: (قواعد التفسير، جمعاً ودراسة)، قال: (معنى القواعد لغة: جمع قاعدة، وهي: الأصل والأساس الذي يبنى عليه غيره ويعتمد، وكل قاعدة هي أصل التي فوقها، ويستوي في هذا الأمور الحسية والمعنوية، فهي في كل شيء بحسبه، فقاعدة البيت: أساسه. ومنه قوله.. فذكر الآيتين السابقتين. وقواعد الهودج: هي الخشبات الأربع المعترضة في أسفله، تركب عِيدانُه فيها. وقواعد السحاب: أصولها المعترضة في آفاق السماء. وقاعدة الباب: وهي الأصل الذي تبنى عليه مسائله).
وهذا الأخير أظنه: الأقرب في الدلالة على المطلوب دون تكلف وتمحل. وهناك تعاريف أخرى أعرضت عنها اختصاراً.


الصفحة التالية
Icon