ولله در عثمان رضي الله عنه القائل:(فإن المعرفة بالناس بها يصاب العدل). وصدق الحافظ السخاوي حين قال: ( إنما الناس بشيوخهم، فإذا ذهب الشيوخ فمع من العيش؟) لأن العلم رَحِمٌ بين أهله. ورضاع أدبي. فهذا النووي جعل العلم مثل الرضاع الشرعي حيث يقول في (مجموعه) وهو يترجم للإمام أبي العباس بن سريج: (وهو أحد أجدادنا في سلسلة الفقه) ويقول في مقدمة (تهذيبه): (إنهم أئمتنا وأسلافنا كالوالدين). وفي الصحيح من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله r: (.. إنما أنا لكم مثل الوالد لولده- وفي لفظ آخر: بمنزلة الْوَالِدِ أُعلمكم)، فبين الشيخ والتلميذ أُبوة علمية ولهذا صدق من قال:
أُفَضِّلُ أُسْتَاذي على فضل والِدِي * وَإن نالني من والدي المجد والشرف
فهذا مُربي الروحِ والروحُ جَوْهَرٌ * وذاكَ مربي الجسمِ والجسمُ كالصَّدَف


الصفحة التالية
Icon