الخامس: أنه مأخوذ من فسرت النورة، إذا نضحت عليها الماء لتنحل أو أخرها، وينفصل بعضها من بعض، وكأن التفسير يفصل أجزاء معنى المفسر بعضها من بعض حتى يتأتى فهمه والانتفاع به. كما أن النورة لا يتهيأ الانتفاع بها إلا بتفصيل أجزائها بتفسيرها. وقد ذهب إلى هذا القول الطوفي. وهو أضعفها.
ب-معنى التفسير اصطلاحاً : وقد تنوعت أقوال العلماء في تعريف (التفسير) اصطلاحاً تنوعاً كبيراً، وقد بلغ عدد تعاريفهم أكثر من عشرين، منها القريب المحتمل، أو البعيد المردود.
وأقربها وأحسنها وأجودها هو قولهم: (علمٌ يُبحث فيه عن أحوال القرآن العزيز من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية). اشتمل هذا التعريف على جنس، وثلاثة فصول أو قيود.
وقولنا (علمٌ) جنس يشمل كل العلوم كيف ما كانت. وقولنا: (يبحث فيه عن أحوال القرآن). هذا فصل أو قيد أول خرج به العلوم الأخرى التي تبحث عن أحوال غيره. وقولنا: (من حيث دلالته على مراد الله). قيد ثانٍ يخرج به العلوم المتعلقة بالقرآن من حيثيات أخرى غير موضوع الدلالة، كعلم الرسم، فهو يبحث في القرآن من جهة كتابه. وكعلم القرءات، إذ هو يبحث فيه من جهة ضبط ألفاظه وكيفية أدائها. كما يخرج أيضاً بعض المباحث المتعلقة بالقرآن من جهة حكم قراءته بالنسبة للمحدث حدثاً أصغر أو أكبر، وكحكم القيام للمصحف وتقبيله.. ونحو ذلك. وقولنا: (بقدر الطاقة البشرية) قيد ثالث. وهو قيد ضروري ذُكر لبيان أن عدم الإحاصة بمعاني كلام الله عز وجل لا يقدح في العلم بالتفسير.
٣- معنى قواعد التفسير باعتباره لقباً على فنّ معين من العلم: (هي الأَحْكَامُ الكُلية التي يُتوصل بها إلى استنباط معاني القرآن العظيم ومعرفة كيفية الاستفادة منها.
١- وقولنا: (الأحكام الكلية) سبق الكلام على هذه الفقرة عند تعريف القاعدة اصطلاحاً. فراجعه إن شئت.


الصفحة التالية
Icon