وفي القرنين الخامس والسادس ظهرت مؤلفات كثيرة في التفسير وأصول الفقه واللغة أمثال: (الإحكام) لابن حزم، و(البرهان) للجويني، و(أصول الفقه) للسرخسي، و(المستصفى) للغزالي، و(المحرر الوجيز) لابن عطية، و(فنون الأفنان) لابن الجوزي... وغيرها. وفي القرنين السابع والثامن ظهرت مؤلفات جديدة حافلة بالقواعد كمؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، و(البحر المحيط) لابن حيان، وكتفسير القرطبي، وتفسير ابن كثير، والزركشي في (البرهان في علوم القرآن)، و(المنثور في قواعد الفقه)، و(البحر المحيط في أصول الفقه)، ومؤلفات ابن رجب.
وهكذا ظلت قواعد التفسير مبثوثة في بطون الكتب في القرون الخمسة اللاحقة ما بين كتب التفسير وأصوله، وقواعد الفقه وأصوله. وفي القرن الرابع عشر الهجري؛ وقفنا على تدوين مستقل في قواعد التفسير وهو: كتاب (القواعد الحسان لتفسير القرآن) للعلامة عبد الرحمن بن سعدي. ومن شاء أن يَعْرِف المناهج المتبعة في التأليف في القواعد عموماً، سواء على الترتيب الهجائي، أو الترتيب الموضوعي المنظور فيه إلى شمولية القاعدة وإلى الاتفاق والخلاف فيها. ويشمل هذا قواعد كلية يرجع إليها أغلب المسائل. أو قواعد كلية يرجع إليها بعض المسائل. أو قواعد خلافية. وغالباً ما تكون مبدوءة بـ(هل). أو ذكر قواعد دون ترتيب معين. أو كان الترتيب على طريقة التبويب. كالأبواب الفقهية.
وممن سار على الترتيب الهجائي من المؤلفين: الزركشي في (المنثور)، وأبو سعيد الخادمي في (مجامع الحقائق)، والبركتي في (القواعد الفقهية).
وممن سار على الترتيب الموضوعي: التاج السبكي في (الأشباه والنظائر)، (وإن كان ذكر في القسم الثالث: القواعد الخاصة (الضوابط))، والسيوطي في (الأشباه والنظائر)، وابن نجيم أيضاً في كتابه (الأشباه والنظائر)، إلا أنه أسقط القسم الثالث.


الصفحة التالية
Icon