(الثاني: رأي فاسد. كرأي المبتدع الذي يلوي أعناق النصوص لتوافق هواه، أو يفسر القرآن بمجرد ما يسوغ في اللغة، دون معرفة بالأحوال التي كانت وقت نزول القرآن، ودون التفات إلى عادة الشارع في مخاطباته، ومن غير اعتبار بسياق الكلام.. ونحو ذلك من الأمور. فهذا مردود على صاحبه، وقائله متوعد بالعقوبة. والمقصود هنا: الإشارة إلى هذين النوعين دون بسط الكلام فيهما، فهذا له موضع آخر. وبهذا تكون قد عرفت أن إعمال القواعد الصحيحة عند تفسير كلام الله عز وجل منهج صحيح، وطريق مستقيم). (قال الكفيجي جواباً على هذه المسألة: لا نسلم أنه تكلُّم في معاني القرآن بالرأي، بل هو بيان أحوال النظم، والتكلم في هذه القاعدة –يشير إلى قاعدة ذكرها في المحكم- كالتكلم في سائر القواعد العربية، كقواعد الصرف، والاشتقاق، والنحو، والمعاني، والبيان، وغير ذلك، فكما أن التكلم فيها بيان أحوال الكلمات، والتراكيب العربية، لا بيان معاني كلمات العرب وتراكيبها بلا شك، فكذلك التكلم فيها بيان أحوال القرآن من حيث الدلالة على المراد لا بيان معاني القرآن. فلا يكون تفسيراً له بالرأي، على أن مثل هذا الرأي –لو كان- رأيا معروض على الأصول فيكون مقبولاً على ما هو المختار عند أهل التفسير).
؟ المبحث الخامس: في ذكر بعض الكتب التي اعتنت بقواعد التفسير وأصوله


الصفحة التالية
Icon