و(كيف تقولون: النساء ناقصات عقل ودين، وقد بلغت شأْواً كبيراً في العلم والثقافة) حتى سمعنا من تقول:
ملعون من قال فيك من ضلع أعوج خرجت
ملعون من قال ناقصة عقل ودين أنت
وجهلت أن الأمر خلقي من أمور الفطرة وليس فيه ما يعاب عن المرأة، ولا سيما في الحالة التي تغلب عليها العاطفة. حقاً سكوت الألكن نعمة، وكلام الأحمق نقمة لأن كلام الأشرار بعضه يأخذ برقاب بعض. يلسعون القِمَم والأعلام ثم يختبئون بدءوا بالطعن في إمام الأنبياء. وثنوا بالأخيار، وبورثته الأبرار عبثوا وخربوا واعتدوا على الإسلام باسم الحرية و(هدم القمم طريق مختصر لهدم الإسلام) كما قال ابن القيم. اسمعي أختي المسلمة إلى ما قاله أستاذ التحريريين قاسم أمين في كتابه المشؤوم (تحرير المرأة): (إن المرأة مساوية للرجل من جميع الوجوه وإن الرجل ظالمٌ لها في حقوقها) ثم بعده بكثير يقول: (لقد كنت أدعو المصريين قبل الآن إلى اقتفاء أثر الترك بل الإفرنج في تحرير نسائهم، وغاليت في هذا المعنى حتى دعوتهم إلى تمزيق ذلك الحجاب، وإلى إشراك النساء في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم، ولكن، أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس، فلقد تتبعت خطوات النساء في كثير من أحياء العاصمة والإسكندرية لأعرف درجة احترام الناس لهن، وماذا يكون شأنهم معهن إذا خرجن حاسرات، فرأيت من فساد أخلاق الرجال بكل أسف ما حمدت الله على ما خذل من دعوتي واستنفر الناس إلى معارضتي، رأيتهم ما مرت بهم امرأة أو فتاة إلا تطاولوا إليها بألسنة البذاءة، ثم ما وجدت زحاماً في طريق فمرت به امرأة إلا تناولتها الأيدي والألسن جميعاً) وكأن ابن القيم عناهم حين قال:
هَرَبُوا من الرّق الذي خُلِقوا له ** فَبُلُوا برق النفس والشيطان


الصفحة التالية
Icon