ومن تكلم من العلماء ولغوا في عرضه، وأكلوا لحمه المسمومة كما قال الخطيب البغدادي: (لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في منتقصيها معلومة) وأشمل منه قول الأمام أحمد: (لحوم العلماء مسمومة ومن شمَّها مرض، ومن أكلها مات) اتقوا الله عباد الله فقد بلغ السيل الزُّبَى. واتسع الخرق على الراقع. (ومن تكلم في غير فنه أتى بهذه العجائبِ) ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه. فلكل علم أهله، ولكل فن فرسانه. (وفاقد الشيء لا يعطيه) (ومن قل علمه كثر لغطه) اكسروا أقلامكم الغربية قلقل الله أنيابها، واستأصل عقاربها.
يا باريَ القَوْسِ بَرْياً لستَ تُحسِنُهَا * لاَ تُفْسِدنْهَا وأعط الْقوس بَارِيها
إذْ كيف يداوي الناس طبيبٌ وهو مريض؟ وصدق من قال:
مَهْلاً هداك الله مَا الحديث لك * من خاض في اللجاج حتما قد هلك
لا تحسبن أن بالكُتْب مثلنا ستصير * فللدجاجة ريش لكنها لا تطير
وقال آخر:
فدع عنك الكتابة لست منها * ولو سودت وجهك بالمداد
لا تفرضوا على الناس أذواقكم الغربية، ولا صيحاتكم الأمريكية. التي تهافت في مهاوي الضلال والإضلال، والخبط في تيه الوبال. فمصائبكم لا يحصيها الرجل الفصيح في الكلام.
مساوٍ لو قُسِمْنَ على الْغَوَاني * لما أُُمْهِرْنَ إلاَّ الطلاق
قواصم بلا عواصم. ولسان حالكم يقول:
وإني كنت الأخير زمانه * لآت بما لم تستطعه الأوائل
ويقول: (اسمعوا لنا حتى نضع لكم نقطاً في طريقكم). أوصياء على الإسلام!!
أمور يضحك السفهاء منها * ويبكي من عواقبها اللبيب


الصفحة التالية
Icon