وقد توجد سورة بأكملها حافلة بهذه الإثارات المحركة لوعي الإنسان، المجددة لقواه ومشاعره كلما استرخت وفترت. وقد تقوم سور أخرى على طراز من المعاني التوجيهية كالتشريعات والأحكام لا صلة لها بانفعالات القلوب، وذلك لا يغير من الحقيقية التي شرحناها. فإن شئون المعاملات في القرآن الكريم تستمد قداستها وصدق التأثر بها من مقررات العقيدة والتقوى التي غرستها سائر السور والآيات.. والشعور بالرهبة والرغبة والرقة يغمرك وأنت تستمع إلى قصص الأولين والآخرين تروى بلسان الحق، ثم يتبعها فيض من المواعظ والحكم والمعاني والعبر تقشعر منه الجلود. وأقرب الأمثلة لذلك سور الأعراف وهود والشعراء والقصص... الخ. والهدف الأهم من وراء هذا السرد المتكرر ليس بيان الحق فقط، بل هو- إلى جانب ذلك- تعميق مجراه في القلوب تعميقًا ينفي ما طبع عليه الإنسان من جدل وملل... ص _١١١


الصفحة التالية
Icon