فقانون الجاذبية هو مفتاح فهم أمثال الآيتين السابقتين من كتاب الله عز وجل، إلا أن الإشارة إلى القانون فى تلك الآيات الكريمة إشارة عامة من ناحية الوصفية ". أء هـ. وهاك شرحه كذلك لظاهرة طبيعية أخرى. الأمطار: أما العوامل المسببة للأمطار- ومحورها كما رأيت الكهربائية الجوية- فقد أشير إليها إشارات واضحة في أكثر من آية، من تلك الآيات الكريمة آية الحجر: " وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين " الكريمة هو ترتيب إنزال الماء-. ومفتاح هذه الآية قيا الناس- على إرسال الرياح لواقح. والناس يحملون وصف الرياح باللواقح على أنها لواقح للزرع والشجر، وهذا منهم إغفال للنصف الثاني من الآية، إذ لو كان ما ذهبوا إليه هو المراد لترتب عليه إزكاء الزرع، وإخراج الثمر للناس يأكلونه، لا إنزال الماء من السماء يشربونه!. أما وقد رتب الله على إرسال الرياح لواقح إنزال الماء من السماء بسقاء الناس فقد تحتم أن يكون للواقح معنى آخر غير معنى تلقيح الزرع، ويكون مع ذلك- من ناحية شبيهًا بلقاح الأحياء من زروع وحيوان، ومن ناحية أخرى يكون بينه وبين نزول الماء ما بين العلة والمعلول، أو السبب والمسبب. وما عليك إلا أن تذكر ما قدمناه لك عن تكاثف السحاب مطرًا، وعن أثر كهربائيته في ذلك التكاثف، وأثر الرياح في تمهيد سبل الاتحاد بين كهربائية وكهربائية في سحاب وسحاب. لنعلم أن المراد من وصف الرياح بأنها " لواقح " ليس هو الإشارة إلى أثرها في الجمع بين طلع أعضاء التذكير، وبويضات التأنيث في النبات، ولكن هو الإشارة إلى أثرها في الجمع بين الكهربائية الموجبة والكهربائية السالبة في السحاب. فالملاحقة هنا بين قطيرات وقطيرات، وبين سحاب وسحاب، لا بين زهر وزهر، أو نبات ونبات. ص _١١٩


الصفحة التالية
Icon