والشبه تام بين هذا التلقيح النباتي، وذلك التلقيح الكهربائي، أو بالأحرى ليس هناك تشبيه مطلقًا، فإن اتحاد الكهربائيتين تلقيح: إن كان اتحاد الخليتين تلقيحًا، لأنه في الحالين اتحاد تام بين شيئين متضادين متحاذيين، يختفي به الشيئان. ويظهر مكانهما شيء آخر غيرهما. ففي حالة التلقيح الكهربائي ينشأ من بين الكهربائيتين ضوء وحرارة لهما خواص غير خواص الكهربائيتين. فهذا شرط الشبه الشديد للقاح الأحياء قد توفر. أما شرط ترتب نزول الماء على تحقق هذا الإلقاح، فقد عرفت توفره من ترتب تكاثف السحاب مطرًا على التفريغ الكهربائي السحابي. فآية الحجر تلك هي مظهر من مظاهر الإعجاز المتجددة للقرآن، لأن تلاقح السحاب وأثره في نزول المطر، أمر كان يجهله الإنسان، حتى كشف عنه العلم الحديث. وهي طبعًا مثل رائع من التطابق التام بين العلم والدين في الإسلام. وآية أخرى أكثر تفصيلاً من آية الحجر هي آية النور: "ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار" ومفتاح هذه الآية الكريمة هو قوله تعالى: " ثم يؤلف بينه ". فقد كان الناس يمرون بهذه الكلمات الكريمة يرونها مجازًا من المجازات البلاغية وهي حقيقة من أمهات الحقائق الكونية. وهذه الكلمات مفتاح الآية الكريمة، لأنها تدل بوضوح على الحقيقة الكهربائية التي تقوم عليها تلك الظواهر الجوية كلها، فإن التأليف بين السحاب ما هو إلا إشارة واضحة. بل وصف دقيق للتقريب بين السحاب المختلف الكهربائية، حتى يتجاذب، ص _١٢٠


الصفحة التالية
Icon