ليت شعري مم وبم أعجزت عبقرية ذلك الفرد المستضعف فيهم وهم ألوف، معتزون بألوف؟ وكيف أعجزتهم أسطر وكلمات وحروف...!! ثم ينتقل المؤلف إلى تحليل تلك الدهشة وتعليل بواعثها، فيقول: أحرى بنا أن نحلل هذه الدهشة الغريبة وأسبابها الحقيقية ونقيس أنفسنا (ونحن في هذا القرن) على أولئك الأساتذة ( وإن كانوا في القرون الأولى) قياسًا حسب ذلك المقياس القائل. الناس كالناس والأيام واحدة فإذا عم الإعجاب بالقرآن أساتذة عصرنا الراقي، فلا نلوم المعجبين بالقرآن في القرون الأولى.. ". ثم يستشهد بتقدير العلامة " جبر ضومط " في كتابه " الخواطر الحسان " لآيات القرآن وبلاغتها، وبشعر ونثر للفيلسوف الدكتور شبلي شميل القائل: دع من محمد، في صدى قرآنه ما قد نحاه للحمة الغايات إني وإن أك قد كفرت بدينه هل أكفرن بمحكم الآيات ومواعظ لو أنهم عملوا بها ما قيدوا العمرات بالعادات من دونه الأبطال في كل الورى من حاضر أو غائب أو آت كما قال: إن في القرآن أصولاً اجتماعية عامة فيها من المرونة ما يجعلها صالحة للأخذ بها في كل زمان ومكان... حتى في أمر النساء، فإنه كلفهن بأن يكن محجوبات عن الريب والفواحش، وأوجب على الرجل أن يتزوج واحدة عند عدم إمكان العدل... والقرآن قد فتح أمام البشر أبواب العمل في الدنيا والآخرة، بعد أن أغلق غيره من الأديان تلك الأبواب... وذكر أن الشيخ " ناصف اليازجي " أوصى ولده " إبراهيم " لتقوية براعته في الأدب العربي قائلاً: "إذا شئت أن تفوق أقرانك في العلم والأدب، وصناعة الإنشاء، فعليك بحفظ القرآن، ونهج البلاغة "... ونوه بإعجاب طائفة من نوابغ الفرنجة أمثال " كارليل " و " ولز " و " تولستوي " و " مونتيه " بالقرآن الشريف وبعبقرية النبي - ﷺ -... ص _١٣٤


الصفحة التالية
Icon