والآخر: أن ما بقي لهم من زاد روحي أعجز من أن يمسك المجتمعات على خير وأعجز من أن يغرس في النفوس تحليل الحلال، وتحريم الحرام. وما قيمة دين بعد ذلك في نفسه؟ وما غناؤه على الناس؟! ونحن نقيس حاضر أهل الكتاب بماضيهم ليرى كل منصف أننا نقول كلامًا لا تحامل فيه ولا غرض... نعم. نحن نقيس هذا بذاك ليكتشف من يقرأ الآن، ويسمع وصفه لأهل الكتاب الأولين، أن لا غرابة فيما يسمع منه، ولا عجب فيما يحكى له منذ مئات السنين!! إن تحليل الحرام وتحريم الحلال، واتباع الهوى ديدن القوم في القديم والحديث، لقد كنت أكذب عيني وأنا أطالع الصحف وهي تحمل فتوى مجلس الكنائس الإنجليزية وإباحة اللواط. وتساءلت- والحقيقة المؤذية تفرض نفسها على حواسي - تساءلت: أكان القسيسون يرقبون الله. أو يتخيلون وجوده، ويوجلون من عقابه وهم يصدرون هذا الحكم!! ماذا عليهم وقد أعجزهم طوفان المعصية لو لاذوا بأضعف الإيمان، فطووا قلوبهم على الإنكار. وستروا بموقفهم السلبي طبيعة الإيمان في أوهى أحواله!!.. لا، لا، إن أمر الحلال والحرام لا يتصل بعروة يقين محتسب في ضمائر أولئك الناس، إنهم مذهولون عن الله ذهولاً شديدًا. معزولون عن أمره ونهيه أقصى عزلة؛ فهم ينادون من مكان بعيد.!! وهاك الخبر الذي تناقلته الآفاق، ونشرته جريدة الجمهورية بعددها الصادر في ٢٤ ربيع الآخر سنة ٣٧٧ ١- ٦ ١ نوفمبر سنة ٩٥٧ ١ تحت عنوان: (والشذوذ الجنسي عمل مشروع يوافق عليه مجلس الكنائس الإنجليزية). قالت الصحيفة: " وافق مجلس الكنائس الإنجليزية بعد مناقشات حامية على التوصية التي كانت تقدمت بها إحدى اللجان الحكومية باعتبار الشذوذ الجنسي الذي يحدث بين البالغين وبرضاهم عملاً مشروعًا لا يعاقب عليه القانون، وكان كبير أساقفة كانتر بري (جودفري فيشر) هو الذي قاد الحملة لتأييد هذه التوصية التي تمت الموافقة عليها في مجلس الكنائس بأغلبية ١٥٥ صوتًا ضد ١٣٨ صوتًا. ص _١٦٣


الصفحة التالية
Icon