مأساة الأخلاق في السويد منذ ثلاث سنوات أثار القساوسة الذين يدينون بمبدأ " لوثر " ضجة في السويد، حينما أخذوا يهاجمون الرذيلة، فقد أصدروا بيانًا تناولوا فيه موضوع الأخلاق الجنسية وقالوا فيه: إن كنيسة " لوثر" تعارض مبدأ تحديد النسل والإجهاض، والاختلاط الشائن بين الجنسين وخاصة بين الشباب. ولم يكن هذا البيان ليسبب أكثر من زوبعة في فنجان في أي بلد آخر، ولكن في السويد الحديثة التي أصبح علم الاجتماع فيها دينًا آخر، والتي تعتبر مبادئ تحديد النسل والإجهاض والاختلاط بين الجنسين- وخاصة بين الشباب- حقوقًا لا يمكن الاستغناء عنها، أثار هذا البيان موجة كبيرة من السخط. وأرعدت الصحف وأبرقت وقالت، إن القساوسة ليس من شأنهم الخوض في مثل هذه المواضيع، وارتفعت أصوات السويديين تطالب القساوسة بأن يقتصروا على الشئون الدينية، بل إن بعض القساوسة الشبان هاجم القساوسة الشيوخ. واتهموهم بأنهم حادوا عن مبادئ كنيسة (لوثر) واتبعوا مبادئ كنيسة (روما). ومنذ اللحظة الأولى- التي بدأت فيها الزوبعة ضد القساوسة- تراجع رجال الدين واحتموا بكنائسهم ولم يغامروا مرة أخرى بالنزول إلى ميدان الحياة العامة!! وقال أحد الأساقفة: " إن المرء يجب عليه أن يتذكر دائمًا وخاصة إذا كان من بلد آخر لا تعتبر الكنيسة فيه " حكومية " أن الكنيسة في السويد لها مركز غريب جدًّا. فإنها تعتبر جزءًا من الحكومة، وينتظر منها دائمًا أن تؤيد القوانين الحكومية، بالرغم من أنها ربما لا توافق عليها...!! ولقد خضعت الكنيسة السويدية للدولة، وأسلمتها قيادتها منذ القرن السادس عشر، حينما أعلن الملك "جوستاف " انفصال السويد عن روما خلال حركة الإصلاح الديني. ص _١٦٥


الصفحة التالية
Icon