أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض، هلم نسقي أبانا خمرًا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلاً. فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة. ص _١٦٩
ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي، نسقيه خمرًا الليلة أيضًا. فادخلي اضطجعي معه، فنحيي من أبينا نسلاً. فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة أيضًا. وقامت الصغيرة واضطجعت معه. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحملت ابنتا لوط من أبيهما. فولدت البكر ولدًا، ودعت اسمه موآب وهو أبو (الموآبيين) إلى اليوم " أ. هـ والصغيرة أيضًا ولدت ابنًا ودعت اسمه ابن عمي. وهو أبو بني عمون إلى اليوم. إن الذعر ليتملكنا ونحن نروي القصة. وما نجد في أفواهنا كلامًا نعلق به على الزعم بأن نبيًّا- من المصطفين الأخيار- يزني بابنتيه على ذلك النحو الشائن..!! ومثله حين يفعل ذلك، أو يفعل به، وإنما يضرب المثل للآخرين أن الجريمة خفيفة الوقع، مقبولة العذر. وإن العوام إذا غرقوا فيها فما عليهم من بأس!! ألم يقع فيها من قبلهم ؟ انظر كيف كان سليمان يهذي ويغازل الحبيب المجهول، ويبحث عنه!! انظر كيف أن معجزة عيسى عليه الصلاة والسلام أنه استطاع تحويل أواني الماء إلى دنان خمر في أحد الأعراس !! بهذا الأسلوب في وصف الخمر، وإقرار شربها، وقع مفتاح الرذائل في آلاف الأيدي، وهل الخمر إلا المعصية؟ وصدق القائل: شربت الإثم حتى ضل وعيي كذاك الإثم تذهب بالعقول!! ولنجاوز هذه المقاسات كلها إلى دعامة الحياة الاقتصادية الحديثة في الغرب المسيحي... إلى الربا. فالمعروف في العهد القديم أن الربا حرام! ولكن الغريب في الأمر أنه حرام بين اليهودي واليهودي... وحسب.!! ص _١٧٠


الصفحة التالية
Icon