معنى كلمة التوحيد: تقوم كلمة الإسلام على فقرتين: الأولى: أشهد أن لا إله إلا الله. والأخرى: أشهد أن محمدًا رسول الله. ونريد أن ننعم النظر في الفقرة الأخيرة لنستبين معناها: إن الاعتراف برسالة محمد ركن في صحة الإيمان، لا لشيء يتصل بشخص هذا الإنسان المبعوث من عند الله، بل لأشياء تتصل بحقيقة الفقرة الأولى نفسها. فالشهادة بأن الله واحد قد تصدر عن اليهودي، بل قد سمعتها من نصراني، بيد أن الشهادة الصادرة عن كلا الشخصين ترمز إلى معنى أضيق وأغمض وأبعد بمراحل من حقيقة التوحيد التي جاء بها الإسلام الحنيف. نعم، إن هذه الكلمة قد يقولها الرجل من أهل الكتاب عنوانًا على نقيضها نفسه، فإن التوحيد في النصرانية مثلاً يتضمن العجائب. * إنسان وإله معًا. * واحد وثلاثة في وقت واحد.!! * بريء يحمل أوزار الآخرين.! * شركة تدبر الكون، وتتورع عليها ركائب العباد، وهي على اختلاف أفرادها بين أم وابن وأب وروح قدس- هي على هذا الاختلاف- إله واحد.!! فإذا تركت هذا التعقيد في النصرانية، وبحثت عن طبيعة العقيدة في اليهودية وجدت إلهًا إقليميًّا هو رب إسرائيل فحسب، وليس رب العالمين. إله محدود القدرة يدخل في صراع مع واحد من عبيده، فإذا حلبة ملاكمة ينقصها المتفرجون، تستمر فترة من الليل ويخرج منها هذا الإله مهزومًا أو شبه مهزوم.! أما كلمة " أشهد أن لا إله إلا الله " إذا انضمت إليها الكلمة الأخرى.. " وأشهد أن محمدًا رسول الله " فهذه الضميمة، علامة على أن التوحيد المذكور خالص من العيوب، مبرأ من الشوائب. توحيد مطلق كما ينبغي لجلال الله وعظيم سلطانه. إن هذه الضميمة في الدلالة على سمو العقيدة، تشبه العلامة التجارية التي تدل على جودة " الصنف " وارتفاع قدره. ص _١٧٥


الصفحة التالية
Icon