وحدها تعلن أنها الصلة الفذة بين الله وخلقه. ص _١٨٠
وهي صلة قد عرفت كنهها وقدرها ومدى ما تقدمه للناس من حق وخير لو بقيت كما جاء بها عيسى عليه الصلاة والسلام، فكيف بعد التحريف والتبديل. ؟؟! ومن تعاجيب الليالي أن كتاب الثورة التركية طلبوا من الإسلام والمسلمين أن يتحول وأن يتحولوا إلى أوضاع تشبه ما تم في أقطار الغرب بالنسبة إلى النصرانية ومعتنقيها...!! فيجب- في تفكير هذه القردة - أن يحور الإسلام كما تحورت النصرانية، وأن نبني حضارتنا ومسالكنا وتقاليدنا على الأوضاع التي تحدث بعد هذا التبديل المقترح لدين الله..!! وإلا فلن نستطيع أن ننهض أو ننجح في الحياة. والدكتور " إسماعيل مظهر " ينقل شرحًا لهذا التفكير، كي نعمل به في مصر فيقول: أما من حيث العلاقة بين المدينة الأوروبية والنصرانية فإن " جلال نوري " بك يقرر الآتي: إن من الخطأ الكبير أن تسمى المدنية الأوروبية أو المدنية الأمريكية مدنية نصرانية، أي مدنية أقامها الدين النصراني، فإن الدين النصراني قد تعدل على مقتضى الحركات الاجتماعية التي قامت في أوروبا، وبذلك أنقذ نفسه من الجمود وحالة الثبات، حتى إنك لا تجد اليوم إلا قليلاً من أوجه الشبه بين النصرانية كما وضع تعاليمها عيسى وبين النصرانية الحديثة. بل تستطيع أن تقول بكثير من التحقيق : إن نصرانية العصر الحاضر تختلف اختلافًا جوهريًّا عن النصرانية الأولى، فإن الأوروبيين قد كونوا دينًا جديدًا خلال التسعة عشر قرنًا السابقة، رغم أنهم بدأوا الشوط بقصة عيسى. بيد أن النصرانية في أوروبا، على الرغم من معارضة أهل اللاهوت، قد هضمت ومثلت كل الفكرات التي ظهرت على مر الأيام، وعلى مر العصور، فإن أوروبا عندما كانت تحارب الجهالة في العصور الوسطى، كانت النصرانية أيضًا في حالة تدعو إلى الإشفاق، ولكن لم يمض على ذلك أربعة قرون حتى وقعت في الدين النصراني حركة تطوير عام ربما غولي فيها بتطرف. فإن عددًا من الأمم


الصفحة التالية
Icon