انفصل عن الكنيسة الكاثوليكية، وكونوا نظامًا جديدًا. ص _١٨١
ولقد ترى أن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية قد أخذت تنظم نفسها بنفسها. وعلى هذا ترى أن النصرانية لم تستطع أن تضطر أتباعها أن يظلوا قانعين بالصور القديمة في الدين والاجتماع. ولقد كانت الفكرات الحديثة في نهاية هذه المراحل هي التي أعطت النصرانية لونها الجديد. فإذا هبط المسيح مرة أخرى على الأرض في هذه الأيام، إذن لظل غريبًا، ولرأى نفسه في عزلة عن النصارى. ذلك لأن نصرانية العصر الحاضر، أرقى بكثير من نصرانية المسيح!! أما في الإسلام فإنا لم نعهد مثل هذا الانقلاب التعديلي، ولا مثل هذه التطورات الكبرى. إن الإسلام دين ينطوي على أرقى المبادئ وأشرفها وأعظمها. ومع كل هذا فقد ظل جامدًا لا يتغير بتأثير حكم أئمة الدين وفقهائه. فلو أن نصرانيًّا أخذ يتبع في العصر الحاضر الشرائع التي كانت ذائعة في عصر عيسى، إذن لشعر بأنه خلف العصر بقرون، وأنه قبل الدنيا بمراحل عديدة. إن النصرانية لم تتكون إلا بنسمة بسيطة أخذتها من نفحات عيسى. أما القوانين والشرائع والأنظمة التي يسير بمقتضاها العالم النصراني اليوم فنتاج لجهد العقول خلال التسعة عشر قرنًا التي تبعت عصر عيسى ". ولا تعليق لنا على هذه المقترحات التركية إلا أن نبتسم في استخفاف. التكذيب بالقرآن لا يقوم على أساس علمي : قد يحترم الإنسان ما لديه من أفكار ومعتقدات بوصفه لا يعرف غيرها. وجهلة بما عداها قد يكون عذرًا له في خطأ المعرفة وسوء الحكم. أما إذا أمكنه الاطلاع على جديد يضمه إلى ما عنده، ويزداد به إدراكًا للأمور وقدرة على المقارنة والاستنتاج وبصرًا بمواضع الخطأ والصواب، فليس له عذر في الوقوف عندما يعرف، أو الاكتفاء بما كون من أحكام قديمة عن حقائق الأرض والسماء!!. إن احترام الحق يوجب عليه أن يخلع ثوب القداسة عن القديم، لا ليدخل في جديد لاح له وبدا كأنه أفضل من سواه، كلا، بل ليتعمق في الدراسة


الصفحة التالية
Icon