من الممترين ". ص _١٨٥
ومنهم المصاب بخبل ذهني يجعله حائرًا في تصوره للأمور وحكمه عليها. فهو يرى محمدًا رجلاً دعيًّا يتبع شهواته، ويحب النساء، ويستحق على ذلك الملام، بينما لا يرى شيئًا فيما ينسبه العهد القديم إلى " داود " من أنه أحب امرأة " أوريا " فأرسل رجلها إلى الميدان، وأمر بوضعه في الصفوف المقدمة، حتى يقتل ويظفر " داود "- النبي الملك- بامرأة الجندي المسكين!! أو يرى أن القرآن لا ينبغي أن يكون وحيًا منزلاً من السماء، لماذا؟ يقول أحد المستشرقين: لأن الكتب السماوية ليس من شأنها أن تذكر نزاعً بيتيًّا وقع بين أزواج محمد.!! والنزاع الذي يشير إليه المستشرق الذكي في سورة التحريم أشرف وأعف وأسمى ألف مرة من قصة سكر " لوط " وزناه بابنتيه التي ذكرتها التوراة، ولم يدع المستشرق المنصف أن في ذلك مساسًا بأصلها السماوي!! هؤلاء المصابون بخبل ذهني من العامة والخاصة يكفرون بالقرآن ورسوله لأن أفكارهم ومشاعرهم المرتبطة بمواريثهم العقلية والقلبية جعلتهم يؤمنون بما لديهم فحسب، ولا يطيقون أن يتصوروا حقًّا عند غيرهم.! فهم كافرون بالإسلام عن إخلاص- إن صح التعبير- وعلتهم هي التعصب الأعمى.. ومن أهل الكتاب من يجمع في نفسه بين سوء الفكر وسوء النية، فتدينه مزيج من تصورات باطلة ولدها عقل مريض. ومن مسالك مريبة قوامها طلب اللذة العاجلة، والحرص على الدنيا والتهامها بأية وسيلة. وهؤلاء داؤهم عياء. ومعارضتهم للإسلام منذ نزل القرآن وبعد ما غبرت عليه القرون الطوال تستثير العجب والغضب...! واسمع إلى القرآن الكريم يصف هذه الجفوة في لقائه وفي معاملة أبنائه :" ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل * والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا ". ص _١٨٦


الصفحة التالية
Icon