وهدى وبشرى للمسلمين * ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين * إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم * إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله... ". ص _٢٠٣
ومثل هذا الكلام يقال فيما ورد بشأن النسخ في سورة البقرة. ونحن نسوق الآيات المعنية وننظر في شرحها متلمسين الحق وحده. قال جل شأنه: " ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم * ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير * ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير * أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل ". الجملة المكونة من فعل الشرط وجزائه هي التي اعتمد عليها القائلون بجواز النسخ بعدما شرحوها على النحو التالي :" ما ننسخ من آية " ما نغير من حكمها مع بقاء لفظها. " أو ننسها " : نذهب باللفظ والحكم جميعًا ونحوه من أذهان الحفظة بعدما استوعبوه قراءة وفهمًا وعملاً، " نأت بخير منها أو مثلها ". في تحقيق مصالح العباد. وذلك بالنسبة لما ذهب حكمه وبقيت تلاوته، ولما نقضت تلاوته وأحكامه جميعًا. وهذا التفسير في الحقيقة يبتر الجملة الشرطية عما قبلها وعما بعدها، ويعزلها عزلاً لا يغني فيه تمحل ولا تكلف، ثم إن القول بآيات نسخ لفظها وحكمها معًا، وأنسيها الرسول وصحابته جميعًا، كلام لا وزن له. ثم ما معنى التطويح بهذا المنسوخ والإتيان بناسخ مساوٍ له؟!! وكان تذييل الآية- ليستقيم صدرها وختمها على هذا المعنى- أن يقال: إن الله عليم حكيم. لا أن يذكر اسم الجلالة موصوفًا بالقدرة على كل شيء. وقد أجيب عن الاعتراض الأخير بأن معارضي القرآن شغبوا على النسخ، واستبعدوا وقوعه من


الصفحة التالية
Icon