هذه الكلمات وأمثالها مما تردد في الإسلام هي التي ظلت تتردد في أواخر العهد المدني، ويخاطب بها كل إنسان. فالإسلام لم يفرض على النصراني أن يترك نصرانيته، أو على اليهودي أن يترك يهوديته، بل طالب كليهما- ما دام يؤثر دينه القديم- أن يدع الإسلام وشأنه، يعتنقه من يعتنقه، دون تهجم مر، أو جدل سيئ... كن مسيحيًّا أو إسرائيليًّا، ولكن لا تكن خصمًا للإسلام ونبيه وأتباعه، تتمنى لهم الشر، وتتربص بهم الدوائر، واسمع إلى قول الله في سورة البقرة- يخاطب أهل الكتاب: " قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون ". وفي سورة آل عمران :" وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد". وفي سورة النساء- بعد ما ذكر تفضيل اليهود للوثنية على الإسلام- قال لهم: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ". وسورة المائدة- وهي آخر السور نزولاً- تحدد وظيفة الرسول بهذه الآيات :" ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون ". ويقول: " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ". ص _٢١٨