ويرى الدكتور الغمراوي أن هناك خوارق تحمل وصف الإعجاز، قد أجراها الله على يد رسوله، ثم شرع الدكتور يقارن بين الآيات التي نزلت تنفي بظاهرها الإعجاز المادي، والآيات التي أثبتته، ويناقش المعارضين له... في حجاج هادئ رقيق. وذلك في تفسيره لسورة القمر. لقد استدل أولاً على وقوع انشقاق القمر بما اتضح له من حجج. ثم أخذ يفند آراء المخالفين ممن ينكرون الانشقاق، ويجعلون موعده يوم القيامة.. قال: ويبدو أن الذي حملهم على التأويل أحد أمرين أو كلاهما: عجزهم عن التوفيق بين ظاهرة آية: " اقتربت الساعة وانشق القمر ". وبين الآيات القرآنية المتعددة التي تأبى وتنكر على طلاب الآيات ما طلبوا، وظن المؤوليين أن انشقاق القمر فيه خرق للسنن الكونية، يأباه العلم الحديث والقرآن. وهم في العجر مقصرون، وفي الظن مخطئون. فلو أنهم رجعوا إلى ترتيب نزول سور القرآن في تاريخ القرآن للزنجاني، أو طبقوا المعلومات القيمة المذكورة في ديباجات السور في مصحف فؤاد لتكشف لهم حقيقة تاريخية مهمة هي أن نزول آية انشقاق القمر سابق على نزول الآيات الأخرى، إذ ليس في الست والثلاثين سورة السابقة في النزول على سورة القمر آية تنكر أو تمنع إجراء معجزة على يده ﷺ كالتي طلبت قريش. وإذن يكون نزول آيات الإنكار نتيجة لتكذب من كذب بمعجزة انشقاق القمر بعد أن رآها، فإن من يكذب بمعجزة رآها، وينسبها إلى السحر سيكذب غيرها من المعجزات وينسبه إلى السحر أيضًا، ويكون إذن من العبث إجراء معجزة أخرى لهم كالتي طلبوا، وإلى هذه يشير قوله تعالى في سورة الحجر :" ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ". وسورة الحجر متأخرة عن سورة القمر. ص _٢٢٢