فأراد الله سبحانه إقناعًا للمسلمين أن يمتحن المشركين مرة أخرى في صورة لا تقتضي إهلاكهم إن كذبوا. لما ادخر لأكثرهم من الإيمان بعد الفتح، فأكرم نبيه بالإسراء، وجعله يحدثهم صبيحته، وجعلهم يجتمعون حوله ويمتحنونه في بيت المقدس، وجلى سبحانه لنبيه بيت المقدس فوصفه لهم وصف مشاهد، وزادهم ما زاد من أخبار عيرهم التي صدقها الواقع فيما بعد، لكنهم رغم ذلك كله مضوا في تكذيبهم. وقد كان في بعض ذلك مقنع لهم لو كانوا يؤمنون. فكانت آية الإسراء آخر ما أجراه الله لرسوله في مكة من المعجزات ". أ. هـ ونحن لا نبالي بالأوصاف بعد ثبوت الحقائق فإن الروايات المستفيضة دلت على وقوع خوارق شتى، فإذا عدها البعض معجزات كالذي أوتيه موسى وعيسى فله ذلك. أما نحن فلا نرى منحها هذه الصفة حتى ينفرد القرآن وحده بموقف التحدي والإعجاز... ثم إن إنكار آيات بعينها من الخوارق المادية لا يطعن في إيمان أحد إذا كان هذا الإنكار يقوم على فهم له وزنه واعتباره. وموضوع انشقاق القمر أثبته من أثبته، ونفاه من نفاه بدلائل صحت عنده، وترجحت لديه، يمكن لمن أحب أن يدرسها في مواطنها... فغرضنا هنا التنويه فحسب بقيمة الأفهام القائمة على إدراك تواريخ النزول... ص _٢٢٤