الجمال الأدبي تتعلق القلوب بصيانته، وتتلاقى على قداسته، بل إن الشكل اعتبر جزءًا من الموضوع؛ فإن ألفاظ القرآن الكريم اعتبرت جزءًا لا ينفصل عنه، وأصبحت قراءتها عبادة، وأصبح مجرد ترديدها قربى إلى الله..! ص _٠٢٦
والتعلق بألفاظ القرآن نفسها على هذه الصورة إنما قصد به تقوية السياج الذي يصون أحكام الوحي، وتوجيهات السماء، فلا تتعرض رسالة الإسلام للفوضى التي سقطت فيها الديانات السابقة، بعد ما تزحزحت عن أصولها، وتاهت عن منابعها الأولى..! وذلك يفسر لنا سر الترغيب الشديد في حفظ القرآن، وإدمان تلاوته، وترديد آياته بين الحين والحين. وهاك بعض وصايا النبي ـ ﷺ ـ التي تحث الأمة على تعهد كتابها وإحياء دراسته. قال :" خيركم من تعلم القرآن وعلمه ". وقال: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ". وقال :" ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ". وقال :" القرآن شافع مشفع، وما حل مصدق. من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار ". وقال :" من قرأ القرآن وعمل به ألبس والداه تاجًا يوم القيامة، ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنكم بالذي عمل بهذا ". وعن أبي ذر قلت : يا رسول الله أوصني، قال عليك بتقوى الله! فإنه رأس الأمر كله. قلت: يا رسول الله : زدني. قال عليك بتلاوة القرآن الكريم؛ فإنه نور لك في الأرض، وذخر لك في السماء ". وقال :" الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ". وقال :" من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه، لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من وجد، ولا أن يجهل مع


الصفحة التالية
Icon