على أن ما لدى النصارى أنفسهم من كتابات يومئ إلى وجود هذا الإنجيل المفتقد. قال الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه ( محاضرات في النصرانية ) : هل هناك إنجيل غيرها- يعني الأربعة المعروفة - يسمى إنجيل عيسى؟ وهل في كتابات الباحثين من النصارى ما يدل على ثبوت هذا الإنجيل، وإن كنا لا نجده !.. إن في هذه الأناجيل عبارات تذكر كلمة إنجيل، أو بشارة " وهي ترجمة لكلمة إنجيل باليونانية " مضافة أحيانًا إلى المسيح على أنه ابن الله، وأحيانًا إلى الله، وأحيانًا إلى ملكوت الله !!. فنرى مثلاً في إنجيل " متَّى " في الإصحاح الرابع منه ما نصه :" وكان يسوع يطوف كل الجليل، يعلم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض، وكل ضعف في الشعب... ". وبشارة الملكوت هي ترجمة إنجيل باليونانية.. ونرى في إنجيل مرقص في الإصحاح الأول منه: ، " بعدما أسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول: قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل..". إلهي يسوع المسيح من جهة جميعكم، إن إيمانكم ينادى به في كل العالم، فإن الله الذي أعبده بروحي في إنجيل ابنه شاهد لي. كيف بلا انقطاع أذكركم.. ". ويجيء في رسالته إلى أهل (كورنثوس) في إصحاحها التاسع: " صرت في الضعفاء كضعيف لأريح الضعفاء، وصرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قويًّا، وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكًا فيه.. ". ففي هذا كله، نجد كلمة إنجيل أو كلمة بشارة " وهي ترجمة كلمة إنجيل باليونانية " مضافة إلى ملكوت الله، كما في إنجيل " متَّى ومرقص "، وإنجيل الابن كما في رسالة (بولس) إلى أهل رومية، وكلمة الإنجيل من غير إضافة كما في إنجيل (مرقص)، ورسالة (بولس) إلى أهل (كورنثوس) الأولى. ولاشك أن الإنجيل المذكور في كل هذا ليس واحدًا من هذه الأناجيل لأنها لا تضاف إلا إلى أصحابها باتفاق النصارى؛ لأن المسيح قد وعظ بهذا الإنجيل، كما جاء في عبارة (متَّى) التي


الصفحة التالية
Icon