بإيمان أحد من اليهود على أثر تلك البينات الباهرات!!. ص _٠٤٨
ولقد جزم العلامة المسيحي " نورتن " بكذب هذه الحكاية، وقال في تكذيبها: " هذه الحكاية كاذبة "، والغالب أن أمثال هذه الحكايات كانت في حاشية النسخة العبرانية وأدخلها الكتاب في المتن، وهذا المتن وقع في يد المترجم فترجمها كما وجدها " أ. هـ *** ونقول: لعل كثيرًا مما في المتن أصله في الحاشية ثم نقل خطئًا في المتن. وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يكون هذا الكتاب وأشباهه مصدرًا لاعتقاد جازم، وإيمان بدين؟! وكيف يزعم زاعم أن هذا الكتاب بحواشيه الدخيلة غير المعلومة من متنه الأصيل، هو بإلهام من الله العلي القدير؟.. ولكن في العالم عقول تقبل ذلك، بيد أنه من الإنصاف لهذه العقول أن تقول: إن أصحابها يقيمون عليها غواشي تمنع نورها أن يكشف عن موضع الضعف في هذا الكلام، فهي تقبله على غير بينة ولا سلطان؟!. ومن الإنصاف أن نذكر ضميمة أخرى إلى جانب هذه الحقيقة، وهي أن في صحائف العهد القديم والجديد آثارًا حسنة، وعظات صادقة، وأمثالاً حكيمة. ولن تعدم في ركام المرويات التي اجتلبها الرواة من كل مكان، كلامًا عليه طابع الوحي، تطل من خلاله أرواح موسى وعيسى، وغيرهما من أنبياء بني إسرائيل. ولا غرو، فالمأخوذ على القوم أنهم لبسوا حقًّا بباطل، وشركًا بتوحيد.. وهوى الأنفس بأحكام الله، فكان هذا الخلط سبب ما عراهم من انحراف، بل ما عرا العالم كله ـ معهم ـ من شقوة وشرود... ص _٠٤٩