نماذج وصور الإنسان في القرآن الفلسفة المادية تزحف الآن على قارات الدنيا الخمس. وهي فلسفة تقصر الوعي في حياة البشر على بضع عشرات من السنين. هي متوسط ما يعيشه الفرد على ظهر هذه الأرض. ثم... يعود بعدها إلى عماء وظلمة من حيث جاء، فليس قبل المهد إحساس، ولا بعد اللحد شعور!!! وهذه الفلسفة المادية وإن نشطت في استغلال قوى الوجود إلا أنها تحقر القيمة الذاتية للإنسان. ومن هنا فهي بقدر ما تعمر تدمر، وبقدر ما تعلي البناء تسوق الفناء! ما الإنسان في نظر أهل المادة ؟ إن أحد العلماء رد جسم الإنسان إلى العناصر الأساسية فيه، فخرج بالنتائج الآتية: إذا جئنا بإنسان زنته مائة وأربعون رطلاً، وغلغلنا النظر في تكوينه، وجدنا بدنه يحتوي على المواد الآتية: قدر من الدهن يكفي لصنع سبع قطع من الصابون. قدر من الكربون يكفي لصنع سبعة أقلام رصاص. قدر من الفسفور يكفي لصنع رءوس ١٢٥ عود ثقاب. قدر من ملح المغنسيوم يصلح جرعة واحدة لأحد المسهلات. قدر من الحديد يمكن عمل مسمار متوسط الحجم منه. قدر من الجير يكفي في تبييض بيت الدجاج. قدر من الكبريت يطهر جلد كلب واحد من البراغيث التي تسكن شعره!. قدر من الماء يملأ برميلاً سعته عشرة جالونات. وهذه المواد تشترى من الأسواق بمبلغ من المال يساوي خمسين أو ستين قرشًا مصريًّا. ص _٠٥٠