ومن ثم فلا دين بلا عقل: " إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ". والفكر المحترم، ليس ذلك الفكر الشارد في أوهام الفلسفة النظرية، كلا. بل هو الذي يستمد الحق من معالم الكون. ويتبع في سيره منطق الإحصاء والاستقراء والملاحظة والتجربة. ولذلك نستطيع الجزم بأن جميع البحوث المتصلة بما وراء المادة والتي خاضها الإسلاميون تقليدًا لغيرهم لا قيمة لها، ولا جدوى منها. اقرأ على سبيل المثل سورة الرعد: المر.. تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون * الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون * وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ". هذا مجال التفكير الفذ، مجاله المخلوق لا الخالق، المادة لا ما وراءها. ومن ضلال التفكير الديني، أو الإنساني في العمود، تعلقه الغريب بالبحث فيما لا يحسن، بل لا يملك وسائل صحيحة للبحث فيه، أعني ما وراء المادة فلا مكان في حياته لفتور أو استرخاء. " يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه * فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابا يسيرا ". ويجب أن يكون صاحي الذهن فيما يباشر من أعمال، إذ أنه محاسب على مثقال الذرة من الخير والشر. ص _٠٥٣


الصفحة التالية
Icon