الثروة في القرآن الله ـ عز وجل ـ هو المالك الأول لكل شيء، لا يتركه أحد في هذا الملك، ولا فيما يتبعه من حقوق. " قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم * سيقولون لله قل أفلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون ". لكن رب العالمين، وصاحب هذا السلطان الواسع، كما أنزل كتابًا لنا ثم قال: " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ". خلق هذا الكون الضخم الفخم ثم كأنه قال بعدما أتمه: لقد يسرت كل هذا لكم، فهل من منتفع؟ نعم، لقد خلقه لنا، فهو- جل شأنه- ليس بحاجة إلى ذرة منه، ولو أفناه علوًّا وسفلاً ثم تفرد بالوجود وحده ما نقصت عظمته شيئًا قط. ثم هو لم يخلقه لملائكته، فإن الملائكة جنس لا يجوع فيشبع بطعام، ولا يظمأ فيروى بشراب، ولا يتعب فيترفه بمتاع، ولا يعرى فيزدان بلباس، ولا يسأم فيطلب جدة لإحساسه من أنحاء الأرض والسماء... ولا هو كذلك خلقه للعجماوات أو الزواحف التي نراها بين أيدينا وتحت أرجلنا... إن هذا الكون الكبير خلق لنا وحدنا لكي نستمتع به.. لقاء ماذا؟ لقاء أن نعرف صاحبه، ونسبح بحمده، ونشكر آلاءه. القرآن الكريم مفعم بالآيات التي تشرح هذه الحقيقة، والتي تدل الإنسان على ص _٠٥٩


الصفحة التالية
Icon