أنواع الخير المتاحة له هنا وهناك، وكما يقاد المرء الشريد إلى قصر مشيد ويقال له هذا البناء العظيم لك، وهذي مفاتيح أبوابه بين يديك، اقتيد البشر أجمعون إلى آفاق العلم، ووقفوا على برزخ بين البر والبحر ثم قيل لهم: "الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون". وقد أجمل القرآن عرض هذا الفضل المباح عندما قال: " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا " ثم فصل صنوف النعماء التي هيئت لمرح الإنسان في بحبوحة الغنى الإلهي المسخر له، فصل هذه الصنوف في سور شتى: "والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين * والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون". "الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار * وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار * وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار" ولا نريد أن ننقل أكثر الكتاب العزيز هنا ليرى كل منصف كيف جعل الله هذا العالم بالخيرات المشحون بالقوى بين يدي الإنسان. وتحت قدميه ليكون ملكًا فيه وعبدًا لله في وقت واحد. ص _٠٦٠