لقد خرقها القاصرون دون وعي، وقبلها المقصرون دون نقد، ثم شاعت بين الجماهير على أنها عقائد دين، وهي ليست إلا خرافات خابطين، وظنون مقلدين. فعند البعض أن لله بنات يشاركنه الألوهية!، وعند بعض آخر أنه أنجب ابنًا أو أبناء آلهة...! " وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون * بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم * ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل ". وقال طال في القرآن الكريم الكلام في إثبات الوحدانية، ودمغ كل شائبة تنسب الشركة إلى الألوهية، واطرد حجاج الإسلام في هذه القضية، حتى عدها قضيته الأولى. ولا جرم أنها أساس الإسلام ولواؤه ومادة القرآن، ورواؤه. والمسلم يوقن بأن العالم كله من فيه وما فيه من المستقدمين والمستأجرين رقيق لله، خلقهم بقدرته، ولو شاء ما خلقهم، ورباهم بنعمته، ولو شاء لتركهم، ورفع من شاء بفضله، ولو شاء لهوى به... وشيء آخر ينضح به الحديث عن الألوهية في القرآن- وهو في الحقيقة جزء من عقيدة التوحيد- أن الخالق غير المخلوق، وأن الله غير العالم، وأنه لا مجال لفكرة الحلول البتة في تعاليم الإسلام.. وفكرة حلول الله في هذا العالم أو في جزء منه سخافة هندية قديمة، ولو ظلت هندية فقط لماتت في موضعها من تلقاء نفسها، كما مات كثير من أفكار الهنود.. بيد أنها انتقلت إلى بعض الأديان، فقدرت لها حياة جديدة!! قرأت في مقرر الفلسفة لطلبة جامعة عين شمس كلية الآداب تحت عنوان " مشكلة الله " ما يأتي : ص _٠٦٤


الصفحة التالية
Icon