والواقع أن الكافرين بالله يقعون في متناقضات عقلية تصرخ بشدة الغباء، أو شدة الجحود.. فهم يزعمون أن هذا العالم وجدت مادته صدفة، ودبت الحياة فيها صدفة، وتماسك نظامها صدفة...!! ولو قلت لأحدهم: إن طيارة تجمعت آلاتها، ودارت محركاتها، وانسكب البنزين في خزاناتها، وصعدت في الجو ثم انطلقت في الفضاء؛ كل ذلك من غير جهد إنسان، ولا تدخل أحد أبدًا لنسبك إلى الهزل أو الجنون. ومع ذلك فهو يريد أن يقول لنا إن القمر مثلاً يجري في الفضاء من تلقاء نفسه لا تحمله قدرة، ولا تسيره إرادة، ثم يطلب منا باسم العقل أن نصدق هذا الهزل أو هذا الحمق..!!! والجاهلون بالله صنفان، الدواب العجماء من جاموس وبقر وحمير... وأشباه الدواب من أولئك المتعاقلين الذين يثرثرون بالعلم. ولا مكان لهم فيه، ولا جدوى لهم منه... وقد تتبعت حصيلة هؤلاء من الثروة العلمية، خصوصًا ملاحدة مصر، فوجدتهم يكفرون على صيت تقدم العلم في أوروبا وأمريكا...! وقد ترسل لنا مصانع الغرب مرصدًا لمشاهدة النجوم فيجيء أولئك لينظروا ثم يصيحوا على أثر المشاهدة: كفرنا بالله رب العالمين...! وقد تطير " روسيا " قمرًا صناعيًّا بذل العلماء هناك في ضبطه وتجهيزه وتزويده، ما يضني العقول، وما يدل على أن تطيير القمر الطبيعي يستحيل أن يجيء خبط عشواء، ومع ذلك يتفرج نفر من الصحافيين هنا على هذه المشاهد، ثم يصيحون: ثبت أنه لا إله... ! وصدق الله العظيم: " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ". ص _٠٦٦


الصفحة التالية
Icon