إن قيل هذا سألنا القائل: لماذا وجدت الحياة في مادة دون أخرى؟ لماذا لم توجد في الصخر والحصى ما دام وجودها اعتباطًا أو ما أشبه؟ ولماذا تعددت الحياة وتنوعت من النمل إلى الفيل في الحيوان، ومن النبتة الصغيرة إلى الشجرة الشاهقة في النبات، ومن البليد إلى العبقري في الإنسان؟ وكيف احتفظت كل فصيلة بصفاتها ومميزاتها وأدت مهمتها بدقة ونظام مدى ملايين السنين؟ وهل من الممكن أن نتصور أن العقل والشعور قد أفرزتهما المادة إفرازًا، كما تفرز المعدة فضلات الطعام؟!. لقد وهب الله سبحانه الحياة للكائنات النامية من إنسان وحيوان ونبات. وجعل كل نوع مستقلاًّ عن الآخر استقلالاً تامًّا، فلم يتولد إنسان من حيوان أو نبات، ولا حيوان من نبات أو إنسان، ولا حيوان عضوي من غير عضوي أو العكس: أما نظرية " داروين " القائلة بأن أصل الإنسان قرد فقد جاء في كتاب: " الله والعلم الحديث " ما يلي :".. أذاع البروفسور " راجوهانس هور ذلر" العالم الذري في سنتبال بسويسرا بيانًا قال فيه: لا يوجد دليل واحد من ألف على أن الإنسان من سلالة القرد، بل إن التجارب قد دلت على أن الإنسان منذ عشرة ملايين عام يعيش بعيدًا عن القرد. وقدم للمتحف الطبيعي بمدينة " بال " قالعة من فك إنسان يرجع تاريخها إلى عشرة ملايين عام. وبتاريخ ٣١ مارس سنة ١٩٥٦ أعلن في أميركا أن الدكتور " ديتر " المشرف على الأبحاث بجامعة كولومبيا أيد نظرية " هور ذلر ". وقال: إن نظرية داروين لا تستند إلى دليل علمي.. ". ومن جملة ما استدل به الفلاسفة على وجود الخالق أن هذه الدقة في النظام، وهذا الإبداع والتناسق والترتيب في الصنع الذي لم يعتريه أي تغيير أو خلل مدى ملايين السنين لا يمكن أن يحصل بطريق المصادفة، بل لابد أن يكون هناك تصميم وإرادة، ومتى ثبت التصميم والإرادة ثبت وجود المصمم والمريد، وإذا لم تره العين فقد رآه العقل. قال أينشتين: " ذلك التناسق العجيب بين قوانين الطبيعة،


الصفحة التالية
Icon