ثم قالت: ارم بعينك في هذا الفضاء المتطامن، فنظرت فإذا قبور نحو أربعين أو خمسين، فقالت: ألا ترى تلك الأجداث؟ قلت: نعم.. قالت: ما انطوت إلا على أخ، أو ابن أخ، أو ابن عم، فاصبحوا قد احتوت عليهم الأرض، وأنا أترقب ما غالهم، انصرف راشدًا رحمك الله ". أرأيت؟ إن الحياة الدنيا تتحرك داخل إطار من الفناء، ينكمش حولها رويدًا رويدًا، وهي لابد منقلبة إليه يومًا. ولكن! كيف نجعل الناس يؤمنون بالموت، وهو يتخطفهم واحدًا واحدًا ولا يكترث له أحد. وكيف نجعل الناس يستعدون للبعث، وهم عنه في شغل، أو تكذيب، وما بعده هو الحياة كل الحياة، والحق كل الحق. إن ذلك هو ما تكفل القرآن به في أسلوبه العظيم، ونهجه القويم. ص _٠٨٧


الصفحة التالية
Icon