ويجمل بي أن أثبت هنا إجابة على سؤال بعث به المعنيون بالنشاط الاجتماعي في " كلية التجارة. جامعة عين شمس ". وهو: " يجتاز الشباب فترة قلق نفسي لا يستطيع معها تحديد أهدافه ولا رسم مثله العليا. فما هي الأسباب التي ترونها داعية إلى ذلك. وما العلاج الذي تقترحونه؟؟ وقد ألنا القول في هذا الجواب، وأضعفنا حدته، ولجأنا إلى التلميح بدل التصريح، والخفوت بدل المجاهرة. لعل هذا التلطف يجدي !! وهاك البيان: إن فترة القلق التي يعانيها الشباب نتيجة طبيعية لجملة أسباب تجمعت في حياتهم كان لابد أن تترك آثارها في أنفسهم على ذلك النحو الذي جزع له المصلحون، وشرع في تفهمه ومداواته لفيف منهم. ومن واجب المسئولين عن قيادة الشباب أن يلتمسوا الدواء لهذه العلل، فإن الشباب الذي لا هدف له. إما أن يقف في مكانه مبلبل الخواطر مشتت المشاعر، وإما أن يخبط في الحياة على غير هدى.. وبذلك يبدد قواه عبثًا ويضيعها سدى!! وكلا الأمرين خطر على مستقبل الفرد والجماعة. وهنا يجيء السؤال: ما سر هذا الفراغ النفسي، وما يتبع ذلك الفراغ من خلخلة وحيرة؟… والجواب يفرض علينا أن نتأمل طويلاً في الأغذية المعنوية والروحية التي تهيأ للشباب، وتعمل عملها في قلبه ولبه!! ومن اليسير أن نحصر هذه الأغذية في مصدرين اثنين: أولهما ما يقدم خارج الفصول والمدرجات، أعني بعيدًا عن معاهد الدراسة وتوجيهات الأستاذة... والآخر ما يقدم خلال مراحل التعليم المختلفة من بداية الصفوف الدنيا إلى أن يترك الطلاب جامعاتهم ويواجهوا الحياة العملية... ونستطيع القول في إجمال وتعميم: إن كلا المصدرين فقير في المواد التي تكون العقائد الدافعة، والتي ترسم الغايات البراقة، والتي تحشد المشاعر وتحكم العزائم ص _٠٩٢


الصفحة التالية
Icon