أعطها ثوبا "، قال : لا أجد، قال :" أعطها ولو خاتما من حديد " فاعتل ذلك فقال :" ما معك من القرآن " ؟ قال : كذا وكذا، قال :" قد زوجتك لما معك من القرآن ".
متفق عليه
يبين الحديث سنة قلة المهور في صدر الإسلام فكان الأمر ابتداء بثوب ثم بشيء ملموس ولو خاتم من حديد ثم كان ثالثها بما معه من القرآن أي يعلمها إياه فذلك المهر.
وهكذا كان ثواب حفظ القرآن الدنيوي معادلته بالمهر. ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.
٢١- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال :
" إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ".
رواه مسلم
إن رفع الله تعالى لأقوام بالقرآن القرآن الكريم إنما هو بعملهم به بعد تعلمهم إياه وتعليمهم غيره. أما الذين يضعهم الله بالقرآن فهم الذين كفروا به وجحدوا أو كانوا ممن جهل أحكامه وتلاوته وفهمه أو ممن لم يحفظ منه شيئا. وقد مر بنا تأييد معنى هذا الحديث في تأمير رسول الله ﷺ من كان معه سورة البقرة رغم حداثة سنه وتأخيره من هو أسن منه وأكثر شرفا لقلة حفظه.
وكان رسول الله ﷺ يجمع بين الرجلين من شهداء أحد في لحد واحد ثم يقول أيهما أكثر أخذا للقرآن ؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه إلى لحده (١)، وهذه سنة في تقديم أصحاب القرآن في كل أمر حسن إن استوت الكفاية وذلك تعظيم لفضل القرآن الكريم.
ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.
٢٢- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :
" بئس ما لأحدكم أن يقول نَسيت آية كَيتَ وكَيتَ بل هو نُسِّي. استذكروا القرآن فَلَهُوَ أشد تَقَصُيا من صدور الرجال من النَعم ".
رواه الشيخان والترمذي
نظرا لوجود تشابه في ألفاظ بعض آيات القرآن الكريم أحيانا واختلافها أحيانا أخرى فإن حفظ القرآن قابل للنسيان إن لم يستذكر، لذلك يأمر الرسول ﷺ باستذكار القرآن حفاظا عليه من النسيان.

(١) رواه البخاري.


الصفحة التالية
Icon