والأمثال في القرآن الكريم للاعتبار والعظة منها أمثال عن الأمم السالفة ومنها تشبيهات بأمور محسوسة. قال الله تعالى :﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ﴾ (١) فالله يضاعف الحسنات. الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف كيف يشاء ولمن يشاء مثل ما يخرج من الحبة الواحدة سبعمائة حبة والله على كل شيء قدير وعلى المؤمن الاعتبار بتلك الأمثال وأخذ العظة.
٣٣- سئل عبد الله بن أبي أوفى (٢) : أوصى النبي ﷺ ؟ قال لا.
قلت كيف كتب على الناس الوصية أمروا بها ولم يوصي ؟ قال أوصى بكتاب الله عز وجل.
رواه الجماعة إلا أبا داؤد
لم يكن رسول الله ﷺ ليوصي أمته من بعده بأفضل من اتباع كتاب الله فهو الكتاب الذي يحوي وصية الله ورسوله لأمته بعده قال الله تعالى :
﴿ أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ (٣).
أما وصايا رسول الله ﷺ الأخرى فهي أحاديثه وسنته التي نقلها عنه الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين والمقصود من سؤال الصحابي عن كتابة الوصية أن الله تعالى قال :﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ ﴾ (٤) قالله تعالى أمر الناس بالوصية كما أمر ﷺ من كان عليه دين أو أمر يستحق الوصية أن يكتب وصية ولا يؤجلها فالموت أقرب لابن آدم من شراك نعله.
٣٤- عن جابر بن عبد الله (٥) رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله ﷺ فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال :
(٢) هو علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي كان آخر من مات من الصحابة في الكوفة سنة ٨٧ هـ وقد شهد مع رسول الله ﷺ غزوة حنين وكان من أصحاب الشجرة.
(٣) سورة العنكبوت الآية ٥١.
(٤) سورة البقرة الآية ١٨٠.
(٥) هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي شهد ١٩ غزوة من غزوات رسول الله ﷺ إلا غزوة بدر وأحد وقد قتل أبوه فيها. عاش ٩٤ سنة وتوفي سنة ٧٤ هـ.