سوى رفع الدرجات وتكثير للحسنات وتكفير للسيئات وإجابة للدعوات وبركة من الله وهداية إلى الصراط المستقيم.
٤٦- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال:
" إقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الكِتابَينِ وأهل الفسق فإنه سيجيء أقوام يُرجِعونَ بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم".
أخرجه الطبراني والبيهقي
نُقل عن الإمام مالك تحريم القراءة بالألحان وحكى الماوردي عن الإمام الشافعي أن القراءة بالألحان إذا انتهت إلى إخراج بعض الألفاظ عن مخارجها حرمت.
أما الأمر هنا بالتلاوة بالألحان فإن ذلك ضمن قواعد اللغة العربية وما توارثه العرب. والنهي عن الألحان المبتدعة سواء ما اقتبس من اليهود والنصارى أو ما تعارف عليه أهل الفسق والمجون من أغان وألحان متميعة فالألحان الغنائية والرهبانية للقرآن كلاهما حرام. ومن اهتم بتجميل الصوت خارج قواعد التجويد وما تعارف عليه العرب المسلمون لا بد له وأن يفقد روح التلاوة من تدبر وخشوع وحلاوة.
إن مخالفة أهل الكتاب من اليهود والنصارى قاعدة أصولية ثابته بقوله ﷺ :" خالفوا اليهود والنصارى " أو " خالفوا اليهود والمجوس أُحفُوا الشوارب وَأوْفِرُوا اللِّحى " (١) وكذلك بنهى الله تعالى المسلمين عن توليهم :﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾ (٢).
يحوي هذا الحديث إشارة إلى النهي حتى عن أن يعجبنا شأن المبتدعين والمخالفين لأوامر الله أو الذين يتغنون بالقرآن خارج حدود التلاوة الشرعية المحددة بقواعد التجويد والترتيل فالرسول ﷺ حدد الإيمان بأن يكون الهوى تبعا للشريعة بقوله :" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " وهو بذلك يدعوا المسلمين لتحويل أهوائهم لكي تكون تبعا لما أنزل الله من كتاب وسنة ومن لا يكون هواه تبعا لذلك فإيمانه ناقص فلذلك

(١) رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما ولفظ مسلم خالفوا المشركين.
(٢) سورة المائدة الآية ٥١


الصفحة التالية
Icon