من أعجبته تلاوة من يتلوا غناء أو رهبانية فإن قلبه مفتون ويُخشى أن يكون من الضالين وهكذا فإن الإسلام لا يكتفي بالأمر بالعمل بل بعمل على صقل الأهواء والرغبات لكي تكون موافقة لما يحبه الله ويرضاه.
٤٧- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
" أقرأني جبريل على حرف فراجعته ثم لم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
رواه الشيخان
أُنزل القرآن الكريم بلغة العرب وبين قبائل العرب يوم نزل القرآن اختلاف في بعض الألفاظ أو في معانيها. لذلك وتوسعة على الأمة أُنزل القرآن بلغات قبائل العرب على سبعة أحرف ويقصد بالحرف - قراءة - أي على سبعة قراءات ومنها اشتقت القراءات السبعة والحكمة في ذلك التيسير. قال تعالى :﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ (١) فالقراءات السبعة ثابتة بالقرآن والسنة وتجوز القراءة بأي منها وقد قام سلف الأمة من علماء القراءات بتحديد القراءات المتواترة التي أخذتها الأمة جيلا بعد جيل ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى الكتب المعتمدة في القراءات وهذا العلم من علوم القرآن الجليلة.
٤٨- عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ قال:
" الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يشتد عليه له أجران".
رواه الأربعة
السفرة هم الملائكة الذين يتلون القرآن في عالم الملكوت وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون قال الله تعالى :﴿ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾ (٢) فمن سهل عليه القرآن تلاوة وحفظا وترتيلا فهو مع هؤلاء الملائكة الذين آتاهم الله القرآن فهم ماهرون به وهو سهل عليهم. أما من يقرأ القرآن ويجد صعوبة في ذلك كأن يكون سيء الحفظ أو أميا تصعب عليه القراءة أو غير عربي لا يحسن النطق الصحيح أو تصعب عليه قراءة الحروف العربية، كل هؤلاء لهم أجران أجر التلاوة الصحيحة السليمة الميسرة وأجر الصعوبة التي يتكبدونها والأجر هنا على قدر المشقة.
(٢) سورة عبس الآيات ١٣- ١٦.