- أن هذا القول هو الأنسب لسياق الآية، يقول الشوكاني: (وعلى هذا يكون -ayah text-primary">﴿ أَن تَبَرُّوا ﴾ علة للنهي) (١). والقول الذي يؤيده السياق مقدّم علىغيره(٢).
- أن هذا القول تؤيده السنة الصحيحة وبه قال الجمهور، والحديث إذا ثبت وكان في معنى أحد الأقوال فهو مرجح له(٣)، كما أن تفسير جمهور السلف مقدم على غيره(٤).
يقول ابن كثير: (ويؤيد ما قاله هؤلاء الجمهور ما ثبت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها) (٥).
وبهذا يتبيَّن أن قول أبي عبيد مرجوح، وقول الجمهور أرجح منه وأقوى.
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آَتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة ٢٢٩].
[معنى الخوف في قوله تعالى: ﴿ إِلَّا أَنْ يَخَافَا ﴾ ]

(١) فتح القدير للشوكاني: ١/٤٠٣.
(٢) انظر: الكليات للكفوي: ص ٧٣٤. وقواعد الترجيح لحسين الحربي: ١/٢٩٩.
(٣) انظر: الإحكام للآمدي: ٤/٢٧٤. وقواعد الترجيح لحسين الحربي: ١/٢٠٦.
(٤) انظر: الموافقات للشاطبي: ٤/١٧٣. وقواعد الترجيح لحسين الحربي: ١/٢٨٨..
(٥) تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ١/٦٠٠.
... وانظر الحديث في: صحيح البخاري، كتاب كفارات الأيمان، باب (الكفارة قبل الحنث وبعده). وفي صحيح مسلم، كتاب الأيمان، باب (من حلف يميناً فرأى غيرها خيراً منها أن يأتي الذي هو خير ويكفر عن يمينه).


الصفحة التالية
Icon