والقراءات يبيّن بعضها بعضاً(١).
... قال أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم - رحمه الله -: (فأما ما جاء من هذه الحروف - يعني الآحادية - التي لم يؤخذ علمها إلا بالإسناد والروايات التي يعرفها الخاصة من العلماء دون عوام الناس؛ فإنما أراد أهل العلم منها أن يستشهدوا بها على تأويل ما بين اللوحين، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه - إلى أن قال -: فهذه الحروف وأشباه لها كثيرة قد صارت مفسّرة للقرآن، وقد كان يُروى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير، فيُستحسن ذلك، فكيف إذا رُوي عن لُباب أصحاب محمد ﷺ ثم صار في تفسر القرآن، فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى) (٢).
- أن هذا المعنى للخوف معروف في لغة العرب، والواجب حمل معاني القرآن على المعروف من كلام العرب دون غيره(٣).
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: ٢٣٢].
[المراد بالعضل في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
... قال أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم - رحمه الله -:
(٢) فضائل القرآن لأبي عبيد: ص ٢٩٣.
(٣) انظر: بدائع الفوائد لابن القيم: ٣/٢٧. وقواعد الترجيح لحسين الحربي: ٢/٣٦٩.