... قال الطبري - رحمه الله -: (لا تضيقوا عليهن بمنعكم إياهن أيها الأولياء من مراجعة أزواجهن بنكاح جديد تبتغون بذلك مضارتهن) (١).
... وقال الشوكاني - رحمه الله -: (... وقيل: العضل: التضييق والمنع، وهو راجع إلى معنى الحبس) (٢).
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: ٢٣٥].
[المراد بالسر في قوله تعالى: ﴿ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
... قال أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم - رحمه الله -:
... فالسر هو النكاح، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا ﴾.
... وقال امرؤ القيس بن حجر:
ألا زَعَمَتْ بسْبَاسُةُ اليومَ أنني...... كبرتُ وأنْ لا يُحْسِنُ السّر أمْثَالي(٣)(٤)
" مجمل الأقوال الواردة في المسألة:
١ - أن المراد بالسّر: النكاح.
٢ - أن المراد بالسر: الزنا.
" الدراسة:
... بيّن أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم أن المراد بالسر في الآية: النكاح، مستشهداً على المعنى الذي ذهب عليه بشاهد شعري لامرئ القيس بن حجر.
... وورد عن بعض الصحابة والتابعين أقوال في المراد بالسر مردّها إلى المعنى الذي ذكره أبو عُبيد وهو النكاح.

(١) جامع البيان للطبري: ٢/٥٠٠.
(٢) فتح القدير للشوكاني: ١/٤٢٤.
(٣) ديوان امرئ القيس: ص ٤٧.
(٤) غريب الحديث لأبي عبيد: ١/١٤٤ - ١٤٥.


الصفحة التالية
Icon