... قال ابن كثير: (وقد يحتمل أن تكون الآية عامة في جميع ذلك؛ ولهذا قال: ﴿ إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ (١).
... فكأن ابن كثير استدل بسياق الآية على صحة الأقوال الواردة في تفسيرها.
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: ٢٥٤].
[المراد بالخلة في قوله تعالى: ﴿ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
... قال أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم - رحمه الله -:
... والخلة: الصداقة، ومنه قول الله عز وجل: ﴿ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ﴾ (٢).
" مجمل الأقوال الواردة في المسألة:
١ - أن المراد بالخلة: الصَّداقة.
٢ - أن المراد بالخلة: المودة والصحبة.
٣ - أن المراد بالخلة: خالص المودة.
" الدراسة:
... ذهب أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم إلى أن المراد بالخلة في قوله تعالى: ﴿ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ﴾ : الصداقة.
... وبه قال: البغوي، وابن الجوزي، وابن كثير(٣).
... ويشهد لهذا المعنى إخباره تعالى ذكره عن قيل أعدائه من أهل الجحيم في الآخرة إذا صاروا فيها: ﴿ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴾ [الشعراء: ١٠٠، ١٠١] (٤).
... وذهب القرطبي والشوكاني إلى أن المراد بالخلة: خالص المودة؛ مأخوذة من تخلل الأسرار بين الأصدقاء(٥).
(٢) الغريب المصنف لأبي عبيد: ٣/٩٨٧.
(٣) انظر: معالم التنزيل للبغوي: ١/٣١٠، وزاد المسير لابن الجوزي: ص ١٥، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: ١/٦٧١.
(٤) ذكر هذا الشاهد في تفسير الآية: الطبري في جامع البيان: ٣/٥.
(٥) انظر: الجامع لأحكام القرطبي: ٣/٢٥٥، وفتح القدير للشوكاني: ١/٤٦٣.