... وقال ابن عاشور: (الخلة: المودة والصحبة)(١).
النتيجة:
... الظاهر - والله أعلم - أن جميع الأقوال الواردة في بيان المراد بالخُلة صحيحة، واختلافها من باب اختلاف التنوع لا التضاد، فكلها معان صحيحة في اللغة، ويمكن القول بها في تفسير الآية(٢).
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: ٢٥٦].
[هل قوله تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ محكم أم منسوخ؟]
" قول أبي عبيد:
... حدث أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم بسنده عن وشق الرومي قال: كنت مملوكاً لعمر بن الخطاب(٣)، فقال لي: يا وشق أسلم فإنك إن أسلمت استعنت بك على أمانة المسلمين، فإني لا أستعين عليهم بمن ليس منهم، قال: فأبيت، فقال: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ قال: ثم أعتقني وقال: اذهب حيث شئت(٤).
(٢) انظر: القاموس المحيط للفيروزآبادي: ص ١٢٨٥، مادة (خَلَّ)، ومعجم مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني: ص ١٥٤، مادة (خَلَّ).
(٣) هو: عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أبو حفص، أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين، وأفضل الصحابة بعد أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - توفي سنة (٢٣هـ).
... انظر ترجمته: الإصابة لابن حجر: ٤/٥٨٨. والبداية والنهاية لابن كثير: ٧/١٣٨.
(٤) الأثر: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: ٣/١٠٨، واسم المملوك عنده (وسق)، وأخرجه المتقي في كنز العمال برقم (٢٥٦٨٠)، ورقم (٢٥٦٨١) واسم المملوك (أستق)، وذكر الأثر ابن سعد في الطبقات الكبرى: ٦/١٥٨، واسم المملوك (أسق) وكذلك سماه ابن كثير في تفسيره: ١/٦٨٣، وسماه الشوكاني (زنبق): ١/٤٧٢.