أقوال أبي عبيد القاسم بن سلام في التفسير

... والنسخ لا يثبت مع الاحتمال، فالأصل عدم النسخ(١).
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: ٢٦٦].
[المراد بالإعصار في قوله تعالى: ﴿ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
... قال أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم - رحمه الله -:
... في حديث أبي هريرة: أنَّ امرأةً مرّت به متطيّبة لذيلها عصرة، قال: أين تريدين يا أمة الجبّار؟ فقالت: أريد المسجد، بعض أصحاب الحديث يروي: عُصْرة(٢).
... قوله: لذيلها عَصَرة: أراد الغُبار أنه ثار من سحبها، وهو الإعصار، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ﴾ وجمع الإعصار أعاصير(٣).
" مجمل الأقوال الواردة في المسألة:
١ - أن المراد بالإعصار: الغبار الشديد.
٢ - أن المراد بالإعصار: الريح التي فيها السموم الحار، أو البرد الشديد.
٣ - أن المراد بالإعصار: الريح التي تهب من الأرض إلى السماء كالعمود تسميه الناس (الزوبعة).
" الدراسة:
... ذهب أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم إلى أن المراد بالإعصار في قوله تعالى: ﴿ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ ﴾ : الغبار.
... وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن المراد بالإعصار الريح الشديدة(٤).